انتقد عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية في تجمع له
أمس بعين الدفلى، ما وصفها بـ''سياسة المصالح التي تحميها القوة رغم
مؤثـرات الربيع العربي واستعداد المواطنين لقبول منطق التغيير الهادئ
لإزالة أصحاب الوصفات المستوردة، ومن قبلوا بفتات المناصب المأجورة''.
وحسب
جاب الله، فإن تشكيل منطقة التغيير، الذي تم بواسطة اندماج عناصر هامة مما
أطلق عليه ''بالجزائر الخضراء'' ضمن فضاء الاندماج الذي لم تركز عليه
وسائل الإعلام كثيرا بالمقدار الذي يسلط فيه الأضواء على التوجه الثلاثي،
يعد ظلما في نظره أمام رؤية التغيير التي ينتهجها حزبه الرقم واحد في تصوره
الذي يستمد منطلقاته ومبادئه من الإسلام والقيم الأخلاقية التي تم تغييبها
بعد خرق مرجعية بيان نوفمبر والدساتير والقوانين برؤية سياسة المصالح
وحمايتها بالقوة لتمرير المشاريع والكذب الذي لم ينته حتى مع من مشوا في
ركبهم بفضل فتات المناصب كما أشار. ومن هنا ذكر جاب الله ''سادت
الليبيرالية المتوحشة وضعفت سياسات الدولة من اتباع منهج استيراد الوصفات
بمساعدة أصحاب الحسابات النفعية في الداخل والخارج.
وبرأي جاب الله، كل
هذه المظاهر التي أضعفت الشعب في غياب العدالة والحق وصون كرامة المواطن من
طرف من أسماهم ''خونة رسالة نوفمبر والشهداء بواسطة دولة بوليسية وعسكرية
تعاكس منطق إقامة دولة مدنية تتطلع بحقوق الشعب وواجباته وتكريس مبدأ
التداول على السلطة ما دام الشعب مصدرها''.
وفي سياق الخروقات التي يئس
منها الشعب، أشار جاب الله إلى تجاوز ما أطلق عليه ربيع الجزائر88 الذي
تمخض عنه دستور منحت فيه القوانين بيد ونزعت بيد أخرى. وقال رئيس العدالة
والحرية ''هذه الممارسة اليومية لأصحاب سيادة المصالح الضيقة وأعوانهم لم
تفرمل انعكاسات الربيع العربي من ممارساتهم التي غيبت الممارسة السياسية
الجماعية، بل جندت أحزابا وتكتلات لإعادة تسويق مقولة ''نحن مع برنامج
الرئيس'' بنظرة الانتفاع من جديد. وقال جاب الله هذا الأمر نرفضه كوننا
أصحاب تغيير هادئ لوطننا الذي نقبل التضحية من أجله في وجه كل من أراد مسه
بسوء خاصة من أولئك المتآمرين من الخارج وأعوانهم من الداخل.
ففي سياق
نظرته وإجابة عن سؤال ''الخبر'' تسويق الخطاب الذي مر به جاب الله من سانت
إيجيديو إلى غاية قانون المصالحة، أكد زعيم جبهة العدالة والتنمية أن
المعركة الانتخابية القادمة تختلف عن المعارك التي سبقتها، كونها تتجه إلى
التغيير الذي نرفعه لوحدنا بمشروع يستمد قوته من الإسلام والأخلاق والتسامح
والمشاركة الجماعية في التسيير لمحاربة رؤوس الفساد وتثمين دور الإطارات
النظيفة لإرجاع كرامة المواطن ضمن منظومة اقتصادية هي ''جزائر بلا بترول''.