شريف عباس يشجع موظفات القطاع على الترشح شرط ضمان المراتب الأولى في القوائم
وصف محمد شريف عباس، وزير المجاهدين، الدعوة إلى ثورة في الجزائر
شبيهة بما جرى في تونس ومصر وليبيا، بـ''الهراء''. ورفض الخوض في الخطاب
الذي يشبّه أوضاع الجزائر بالوضع الذي ساد في البلدان التي ثارت شعوبها على
الأنظمة.
قال شريف عباس، أمس، في اجتماع مع مديري المجاهدين الولائيين بمقر
الوزارة بالعاصمة، إن الجزائر ''تتعرض لأنواع من القذف والنقد.. نحن لا
نريد أن نتدخل في شؤون الشعوب التي تريد التغيير، لكن نرفض أن نقارن
بغيرنا، ونرفض المقاربة مع الآخرين''، يقصد جدلا أثير حول ما سمي
''الاستثناء الجزائري'' من الربيع العربي.
ونقل عباس عن أرملة شهيد بعثت له رسالة، هددت فيها بالانتحار على
الطريقة البوعزيزية إن لم يتم تسوية مشكلتها المتعلقة بالمنحة. وعلّق عليها
الوزير بقوله: ''هذا التصرف انحطاط''. وأضاف: ''عن أي ثورة يتحدثون؟ هذا
تمسخير (هراء) لا يمكن أن يدخل تفكيرنا''. وبما أن الوزير ساق مثالا عن
البوعزيزي، قال إنه قرأ في الصحافة بأن الشرطية التونسية التي حمّلوها سبب
انتحاره حرقا، كذبت أنها صفعته. وتساءل عباس على سبيل الاستهجان: ''لماذا
يقارنوننا بالآخرين؟!''.
ورفض الوزير تسمية انتفاضة شعوب عربية ضد أنظمتها ''ثورة''. وردد الخطاب
الرسمي الذي يقول إن الجزائر ''عاشت ثورتها قبل 20 سنة''. وأوضح بأن
الجزائريين ''يطمحون إلى التغيير ولكن نريده سلميا''. وفيما يشبه الدعوة
إلى عدم اتخاذ ما جرى في تونس ومصر وليبيا نموذجا للتغيير، قال عباس: ''ما
وقع في هذه البلدان، أن شعوبها غارقة اليوم في الأزمة. والله وحده يعلم متى
ستخرج منها''. وأضاف: ''الديمقراطية شيء جيد، والشيء الذي يبعث على الفرح
عندنا أن كل الأطراف السياسية بما فيها المعارضة الشرسة، متفقة على كون
التغيير شيء مهم ومتفقة أيضا على أن يأتي سلميا''. وقد احتلت الانتخابات
التشريعية الجزء الأكبر من الكلمة الطويلة التي ألقاها وزير المجاهدين على
المديرين الولائيين، الذين دعاهم إلى الانخراط في المجهود الذي تبذله
السلطات لإقناع الناخبين بالتصويت. وقال في الموضوع مخاطبا الناخب: ''اذهب
إلى الصندوق واعرف ماذا تختار.. اختر الناس الذين لن تندم على اختيارك لهم
فيما بعد''. وحرص الوزير عباس، المنتمي إلى الأرندي، على التأكيد بأنه لا
يرغب في توجيه الناخب للتصويت على أي حزب أو شخص.
يشار إلى أن لقاء عباس بالمديرين، عقد لتقييم نشاطهم عام .2011 وتحدث
مطولا عن دخول المرأة بأعداد كبيرة في قوائم الترشيحات، بحكم القانون
الجديد الذي يفتح لها المجال واسعا للعضوية بالمجالس المنتخبة. وعلى هذا
الأساس شجع الموظفات بوزارته وبالمديريات الولائية، على الترشح. وقال في
الموضوع: ''أقول لهن سرن على بركة الله، فحتى لو لم توفقن في الانتخابات
ستعدن إلى وظائفكن بشكل عادي''. وطالب الوزير منهن التأكد من وضعهن في
المراتب الأولى بالقوائم ''وإلا لا أشجعكن على المغامرة، لأنني لا أريد أن
تتواجدن في القوائم من أجل الزركشة''.
وعلى عكس النساء، أبدى الوزير تحفظا بالنسبة للرجال الراغبين في الترشح.
وذكر في هذه النقطة: ''أقول للرجال ما جاء في المثل الشعبي الأجنبي: دخول
الحمّام ليس كالخروج منه''. ومعنى ذلك، حسب الشريف عباس، أن المترشح الموظف
في قطاع المجاهدين، ينبغي أن يتأكد من حظوظه في الفوز بمقعد في البرلمان
''وإلا الأفضل ألا يترشح''!
وأفاد وزير المجاهدين بخصوص تشكيك قطاع من الأحزاب والمشتغلين بالسياسة،
في وجود ضمانات كافية لتنظيم انتخابات يحترم فيها اختيار الناخبين كيفما
كان لون الحزب الفائز، بأن الحكومة تسعى ''ليطمئن الناس في الميدان بأن كل
شيء يسير في شفافية''.