العرب 24 مدير
عدد المساهمات : 856 تاريخ التسجيل : 16/01/2012
| موضوع: حاور آلبير كامو وصادق اليساريين وأكل الخبز بالزيت مع طلبته الأربعاء مايو 11, 2016 12:04 am | |
|
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] الشروق تزور منزل عبد الحميد بن باديس ومكتبته والمساجد التي درس بها [size=24] قسنطينة: آسيا شلابي
صحافية، ورئيسة القسم الثقافي بجريدة الشروق اليومي
جالت الشروق بين أزقة القصبة، تقتفي كل اثر للعلامة عبد الحميد بن باديس. تحس ان كل زاوية من الشارع الذي يحمل اسمه وآخر يحمل اسم جده المكي "بيت العائلة" إضافة الى شارع بن مهيدي تحكي قصة عن هذا الرجل الذي هجر الارستقراطية وكرس كل الجهد والوقت والامكانات لتنوير الراي العام وتعليمه وتوعيته.. المدرسة المسجد الأخضر، المكتبة، المطبعة والمنزل الذي عاش فيه طفولة غير عادية .. وهو من صلى بالناس التراويح في عمر الـ13 سنة . رد على نظرية داروين وكان عضوا في الجمعية العالمية للثقافة رد على نظرية داروين وكان عضوا في الجمعية العالمية للثقافة يقول الأستاذ عبد العزيز فيلالي رغم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس لم يحظ بملتقى يحمل اسمه ويناقش فكره في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" إلا انه يكفيه شرفا انه لا يزال وسيبقى معززا ومكرما وكذلك في كل العالم الإسلامي والعربي. ويضيف في لقاء مع الشروق بقسنطينة "كان يتذوق الأدب الفرنسي من خلال كتب الأدباء، كان عضوا في الجمعية العالمية للثقافة ومقرها بباريس. وكان أعضاء هذه الجمعية من كبار الأسماء وتحصلوا على جوائز نوبل وكانوا يراسلونه باسم الصديق العزيز ومنهم اندريه مارلو . كان يحاور ألبير كامو في الكثير من القضايا ورد على نظرية داروين، وكان علامة استفهام كيف لا يحسن الفرنسية مع أنه كان يراسل الفرنسيين؟ ويؤكد عبد العزيز فيلالي اتقان بن باديس للغة الفرنسية بالقول "توصلت في آخر إصداراتي إلى أنه كان يحسن الفرنسية كتابة وقراءة ويقول المؤرخ روبر اجرون "إن ابن باديس كان يتقن الفرنسية ولا يظهر ذلك، لأنه عندما كانت تستدعيه الإدارة الفرنسية كان يدعي عدم الفهم ".
37مجلة كانت تأتيه من الهند وأمريكا اللاتينية [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] يشير عبد العزيز فيلالي إلى أن العلامة بن باديس كان موسوعيا ومحبا للمطالعة والاطلاع "هذه الجمعية كانت ترسل إليه الكتب وتطلب منه إعطاء تفاصيل ومعطيات الأوضاع الثقافية في الجزائر وكان مطلعا ومهتما بفكر وثقافة الآخر، وكان أغلب المنخرطين في الجمعية أصحاب مشارب يسارية كان يتعامل معهم لا حبا في اليسارية وإنما يشترك معهم في كرههم للفكر الاستعماري"، وكانت له 37 مجلة تأتيه من سان باولو ومن كل دول العالم، كان ملما بما يجري في العالم من أحداث سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وهذا ما ساهم في أن يكون إنسانا متفتحا.
لم يرتد بدلة رياضية في حياته يستبعد فيلالي تماما أن يكون الشيخ بن باديس قد ارتدى في حياته أي لباس عدا لباسه التقليدي وكان يشجع طلابه على ارتداء اللباس المحلي، وكان القائم بأعماله المدعو بوشمال يهتم بالجمعيات الموسيقية والرياضية وفي سنة 1928 وضع جدول أعمال أو خارطة طريق للعلماء الذين حوله، ومن بين البنود تأسيس المساجد والمدارس والنوادي والكشافة .
الولاية منحت المؤسسة مقر "النصر" القديم زارت الشروق المقر الجديد الذي منح لمؤسسة عبد الحميد بن باديس والمتمثل في المقر القديم لجريدة "النصر" بشارع العربي بن مهيدي، لأن الغرف "غرفتان" التي كانت عندنا ـ يقول فيلالي ـ في المقر القديم في المدرسة لم تكف لمشاريع المؤسسة، خاصة ما تعلق بإنشاء ما يشبه المتحف يضم حاجيات ومقتنيات الشيخ ومؤلفاته، إضافة إلى تنظيم ندوات ومحاضرات، عندما انطلقت الترميمات في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية أعطي لنا مقر آخر في المنطقة الصناعية، ولكن لم نتمكن من العمل لأنه كان يحاذي وكرا للمنحرفين، ومنذ 2014 ـ يقول فيلالي ـ وأنا أسير المؤسسة من البيت، وتعول المؤسسة على المقر الذي لا يزال ورشة مفتوحة على الأشغال لتمكين المواطنين من الاستفادة من فكر الشيخ وتقديم 32 عنوانا أصدرتها المؤسسة.
بن باديس لا يزال ضحية الصراع الإيديولوجي يقول عبد العزيز فيلالي إن الصراع الذي كان قائما مباشرة بعد الاستقلال ما بين ما يعرف بالتيار العروبي والتيار التغريبي للأسف لا يزال - حسبه - قائما إلى اليوم، والفكر الإصلاحي لا يزال ضحية لهذا الصراع رغم أن الموروث الفكري موجود ويحتاج فقط للدراسات الأكاديمية والعلمية حتى نثبت انه فكر متواصل وصالح الى يومنا هذا".
لم يشترط الحجاب على الإناث وأكل الخبز بالزيت مع طلبته
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] يؤكد الأستاذ فيلالي انه في عهد الشيخ بن باديس بدأت الفتاة تدرس، وجعل التعليم مجانيا لتشجيعها على ارتياد المدرسة ولم يدخل في هذا موضوع الحجاب ولم يفرضه على من التحقت بالتعليم ويضيف فيلالي واصفا تواضع ابن باديس وزهده "كان متواضعا وبسيطا رغم انه من عائلة ارستقراطية.. كان يأكل مما يأكل طلابه، وهنا اذكر حادثة، وهي أن الشيخ أرسل طالبا لشراء اللبن، فأراد الطالب أن يكرمه فاشترى بدل ذلك الشواء.. غضب الشيخ وعنفه وقال له "كيف تحضر الشواء أمام طلبة يأكلون الخبز بالزيت، لو أردت تناول أطباقا أخرى لذهبت الى بيتي". ويضيف: درس في الحجاز ومكث هناك ستة أشهر واخذ إجازات من عدد من العلماء، وهناك التقى أستاذه الشيخ حمدان لونيسي فطلب من إجازة وكذلك طلب إجازة من احد علماء الهند واحد شيوخ الزيتونة. الغريب في الأمر انه مكث 6 أشهر متنقلا ما بين مكة والمدينة ولم يطلب إجازة من أي عالم سعودي. وذلك إما انه لم يجد عالما مقنعا أو انه كان متخوفا من فرنسا لأنها كانت تتهمه بالفكر الوهابي"
حارب الطرقية فكاد يدفع الثمن حياته يقول الأستاذ فيلالي ان رسالة شديدة اللهجة كتبها الشيخ بن باديس يرد فيها على الشيخ بن عليوة الذي أله نفسه ونسب إليها من القدرات ما يشبه "التأليه" او "صكوك الغفران" عند المسيحيين. وهو ما أغضب بن عليوة فقرر قتله، وأضاف فيلالي "لم يحارب الزوايا وإنما حارب الشعوذة والدجل وكل من ينصب نفسه وسيطا بين العبد وربه.
المسجد الكبير ورشة مفتوحة [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] لا تزال الأشغال متواصلة على مستوى الجامع الكبير الذي شيد سنة 1913 وصلى فيه الشيخ بن باديس التراويح وام الناس في عمر الـ13. انطلقت الاشغال سنة 2014 ولا تزال مستمرة، وللأسف موقع المسجد في قلب وسط المدينة يزعج المارة ويزيد من الازدحام في حركة المرور سواء الخاصة بالسيارات او بالمارة. وغير بعيد عن المسجد الكبير، تتراءى المدرسة الفرونكواسلامية – سابقا - والتي دشنت سنة 1909 لتكوين الائمة والقضاة. ثم تحولت الى اول جامعة في مدينة قسنطينة، وهناك كان مقر مؤسسة بن باديس، تبدو بناية جديدة حديثة الطلاء تثير الانتباه بلونها الأبيض الفاتح مقارنة بوضع البنايات القديمة المحاذية.. قيل لنا ان العمال يسابقون الزمن لتهيئة محيط البناية، لأنه من المتوقع ان يدشنها الوزير الاول في الـ16 افريل الجاري.
مكتب بن باديس ...مكتبة خاصة ومباشرة إلى يسار البناية تقابلك ورشة أشغال أخرى تتعلق بمسجد عتيق آخر قيد الترميم، محاذ للمكتب الذي كان الشيخ بن باديس يحرر فيه جريدة الشهاب، حيث أن المكان أصبح مكتبة خاصة لا يزال صاحبها يحافظ على تواجد الكتب الاصلاحية. اضافة الى مدرسة "سيدي بومعزة" والمدرسة الخيرية واللتين تقعان في نفس الشارع الذي أخذ اسمه، تتوسطهما المطبعة الجزائرية الإسلامية التي أنشاها سنة 1925 ولاتزال داخل المقر كما هي.[/size] | |
|