قيلأن "سارة" كانت من أجمل نساء عصره، تزوجها إبراهيم عليه السلام وهو في السابعوالثلاثين من عمره، واصطحبها معه حين فرّ من نمرود، وعبرت معه الفراتإلىالأردن، ثم رافقته إلى مصر، فلما رآها فرعون مصر طمع بجماله، ولما أرادبهاسوءا شلّ الله يده التي امتدت إليها قبل أن يمسّها بأذى، فطلب فرعون منها أنتدعو لهلله ليشفيه، وأقسم لها أنه تاب عن فعل السوء، فدعت قائلة: "اللهم إنكان صادقا فيماقول فأطلق يده كما كانت"، فاستجاب الله دُعاءه، وشُفيت يدفرعون، فأحسن إليه،
وأهدى إليها جارية قبطية تدعى "هاجر".
[size=32]ولمعرفة "سارة"رغبة زوجها في خلف من صلبه، وهبته "هاجر" قائلة له، هي لك،عسى الله أن يهبك منها غُلام، فلما تزوجها إبراهيم عليه السلام ولدت له إسماعيل،مما أثار نارالغيرة في قلب "سارة" فطلبت من زوجها أن يبتعد عنها مع "هاجر"،وبوحي من اللهسبحانه نزل مكة. [size=32]وبعد سنوات منّ الله تعالى على سارة بفضله وكرمه، ووهبها إسحقويعقوب، وفي قوله تعالى "وامرأته قائمة" إشارة إلى "امرأة إبراهيم" عليهالسلام.[/size]
[size=32]وقد كانت في التسعين من عمرها عندما جاءت البشرى بمولد اسحاق وذلكعندما اقبل الملائكة المرسلون الى قوم لوط على ابراهيم عليه السلام وقالوا انامرسلون الى قوم لوط وكانت سارة تستمع الى حديثهم .............. [/size]
[size=32]التفت إليها أحدالملائكة وبشرها بإسحاق. يبشرك الله بإسحاق. صكت العجوز وجهها تعجب،وقالت: [/size]
[size=32]((قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجٍيبٌ )) ( هود 72 )عاد أحد الملائكة يقول لها
(وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )) ( هود 71 ) [/size]
[size=32]جاشت المشاعر في قلب إبراهيم وزوجته.. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيمواحتل قلبه نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط.. كانت زوجته العاقر تقف هي الأخرىوهي ترتجف.. إن بشارة الملائكة تهز روحها هزا عميقا.. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ كبير.. كيف.. كيف يمكن؟ [/size]
[size=32]وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم
(قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي )) ( الحجر 54 ) [/size]
[size=32]أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد أن يطمئن قلبه ويسمع للمرةالثانية منة الله عليه؟ أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز بالفرحمرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق. [/size]
[size=32]((قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)) ( الحجر 56 – 57 ) [/size]
[size=32]لم يفهم الملائكة إحساسهالبشري، فنوه عن أن يكون من القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح. كانرد الفعل على زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مدهشا.. عادت للمرة الثانية تتدخلفي الحديث.. تساءلت بين الذهول والدهشة: (( قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)) ( هود 72) [/size]
[size=32]رد الملائكة: ((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )) ( هود 73 )[/size]
[size=32]لم تكن البشرى شيئابسيطا في حياة إبراهيم وزوجته.. لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو إسماعيل، تركههناك بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد أنجبت خلال عشرتها الطويلةلإبراهيم، وهي التي زوجته من جاريتها هاجر.. ومن هاجر جاء إسماعيل.. أما سارة، فلميكن لها ولد.. وكان حنينها إلى الولد عظيما، لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلتشيخوختها واحتضر حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل. [/size]
[size=32]هكذا أرادالله لها.. وهكذا أراد لزوجها.. ثم ها هي ذي في مغيب العمر تتلقى البشارة.. ستلدغلاما. ليس هذا فحسب، بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده وتشهدحياته.. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت.. ثم يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كلهفي لحظة.[/size]
[size=32]فاضت دموعها وهي تقف.. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإحساسمحير.. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيفيوفيها حقها من الشكر.. وخر إبراهيم ساجدا على وجهه. [/size]
[size=32]إن ابنه إسماعيلهناك.. بعيدا منه ولا يراه.. وهو موجود هناك بأمر الله.. أمره الله أن يحمله مع أمهويتركهما في واد غير ذي زرع وماء.. هكذا بغير تفسير أو إيضاح.[/size][/size]
[size=32]قيل أن "سارة" ماتت ودُفنت في مزرعة قريبة من "حبرون" من أرضكنعان، وكانإبراهيم عليه السلام قد اشتراه، وبعد وفاة "سارة" تزوج إبراهيم منامرأة كنعانيةتدعى "قنطورا" فولدت له ستة أولاد.[/size][/size]